الأحد الثاني من زمن المجيء

الاحد الثاني من زَمن المجيء
"عَزُّوا عَزُّوا شَعبي"
أنه الامر الأمر الذي تلقاه النبي اشعياء من الرب. ما هو هذا العزاء؟ يقيناً، قصاص الخطيئة ليس كافياً لتلقي العزاء. فالقصاص يجرح ويسحق قلب الانسان ويجعله غير قادر على تلقي العزاء والراحة. من الضروري ايجاد وخلق طريقة لكي ومن خلالها يصبح بالامكان تلقي العزاء: جعل السبل في الصحراء قويمة، وجعل الوادي يمتلئ والتل ينخفض والمُعوَجُ يستقيم، اي وضع جميع العناصر والادوات اللازمة التي يمكن ان تقوم ببناء واعداد الطريق في الترتيب المناسب. وهذا هوسبب مخاطبة الصوت الصارخ قلب اورشليم. فالصحراء آنذاك كانت قلب كل انسان ضعيف ممتلئ باليأس. مجيء الرب هو الراحة والعزاء، وهذا هو جوهر نبوة النبي اشعياء. الرب يأتي كالراعي الذي يحمل ويحضن الخراف الى صدره.

القراءات
Is 40:1-5, 9-11
Ps 85:9-14
2Pt 3:8-14
Mk 1:1-8

عناق الرب وحنانه الذي يأتي بقوة فوق جميع القوى وفوق الالم واليأس والشعور بالضعف، هو منبع العزاء لشعبه.
من اجل معانقتنا وصب حنانه فينا، فإن الرب يحتاج الى ذراعين وحضن، هو بحاجة الى ان يجعل نفسه منظوراً لبشريتنا وهو بحاجة الى ان يتجسد. ان الانجيل يميز هذا الصوت الصارخ بيوحنا المعمدان الذي كانت مهمته ان يُعدَّ طريق الرَّب وهذا جَليٌ من خلال اسمه (يوحنا): فالكلمتين عزاء ويوحنا لهما نفس المصدر في اللغة العبرية. وفي ذات الطريقة، فإن الراعي الذي يعتني ويحتضن ويحتوينا بحنانه، يجب ان يَتم تَمييزهُ بالرب يسوع. فهو اتى في الحقيقة ومكث معنا الى نهاية الأزمنة. هو مصدر راحتنا وبهجتنا. هو عناق الآب الذي أظهر وبين لنا بأننا خاصته ولهُ. يمكن ان نَحسُبَ بأن ما نَمرُ به هو عقوبة أو قصاص، ولكن دعونا لا ننسى بأننا مدعوون لرجاء فوقَ أي وضع او موقف يمكن ان يَمرُ علينا.