الاحد الاول من زمن المجئ

الاحد الاول من زمن المجيء

“ليتك تَشُقُ السموات وتنزل”

      يا له من تضرع دراماتيكي! النبي اشعياء ينظر الى الشعب ويرى قلوبهم القاسية وحياتهم الضائعة، شعبٌ نجس يذبل من جراء الظلم، شعبٌ يذبل في خطاياه وغير قادر على الالتزام بالله.

 

     ان الحاجة المُلحة لحضور وقرب الله هي الوسيلة الوحيدة التي يراها النبي ويشير لله في هذا التضرع.

ان ما يجعل رجوع الله ممكن ليس فضيلة الايمان التي يتحلى بها النبي وإنما حقيقة ان الله هو ابونا وجابلنا ونحن صنع يديه.

ليس من السهل التخلص والخروج من حالة الكسل، فهذا يعني ان نكون قادرين على رؤية ظهور الله.

 

     مجتع منهك، منهك من انتظار غرس جذوره في مكان ما. مجتمع منهك من النظرة الدونية للعالم تجاهه ومن جراء مواهبه المكبوتة. اصبح وبكل بساطة مجتمعاً خاملاً. ان عواقب التعب والاعياء تتمثل في اعطاء الاهمية للاشياء غير ذات قيمة والتقليل من شأن ما هو قيم ومهم. وعليه نجعل الامور السطحية المحيطة بنا ملائمة لحياتنا: المظهر العام والكسل والمال وما الى ذلك، فنحن نموت في جذورنا.

 

“ليتك تَشُقُ السموات وتنزل”!

     هذه هي صرختنا لله، ومن ناحيته يقول لنا: تعالوا واخرجوا من خمولكم. اُنظروا الى ما اعددته لكم، لست اباً وخالقاً لكم فقط وإنما صرتُ اخاً ومخلصاً لكم، صرت واحداً منكم لأسير معكم.

هذا هو المعنى العميق لكلمة (انظروا) التي تعرضَ اليها يسوع في الانجيل: اخرجوا من خمولكم! كونوا قادرين على رؤية الكنز الحقيقي الذي يطمحُ اليه كل انسان.

لا يوجد ما يمنع مجيء الرب، لا شيء ولا حتى خطايانا، ولا نملك ما يجبره على المجيء. محبته فقط تفعل ذلك. محبته المطلقة والمجانية تجاهنا نحن ابناؤه وصنع يديه.